الهيئة الملكية للرياض تعلن عن المشروع الضخم الذي سينهي مشكلة الزحام في طرقات الرياض خلال أسابيع

المشروع الضخم الذي سينهي مشكلة الزحام في طرقات الرياض
  • آخر تحديث

تشهد العاصمة السعودية الرياض نمو سكاني واقتصادي متسارع خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات الازدحام المروري، ومع توسع المدينة جغرافي وزيادة أعداد المركبات، أصبحت الحاجة إلى تطوير البنية التحتية المرورية أمر ملح لضمان استدامة جودة الحياة وتسهيل التنقل اليومي للسكان والزوار على حد سواء.

المشروع الضخم الذي سينهي مشكلة الزحام في طرقات الرياض

ضمن هذه المساعي، أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض عن مشروع ضخم يتمثل في توسعة الجسر المعلق في الاتجاهين، في خطوة تهدف إلى حل جذري ومستدام لمشكلة الاختناقات المرورية التي تؤرق سكان المدينة يوميا.

إعلان رسمي وبداية مرتقبة للتنفيذ

صادقت الهيئة الملكية لمدينة الرياض مؤخرا على تنفيذ مشروع توسعة الجسر المعلق في الاتجاهين، موضحة أن أعمال البناء ستنطلق خلال الفترة القريبة المقبلة، على أن تستمر مراحل التنفيذ ما بين ثلاث إلى ست سنوات، تبعًا لمتطلبات المشروع والظروف الميدانية.

هدف المشروع وموقعه الحيوي

يقع الجسر المعلق في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة الرياض، ويعد أحد أهم المحاور المرورية الحيوية التي تربط بين أطراف المدينة ومراكزها الرئيسية.

ويشهد هذا الجسر ازدحام كبير، خاصة في ساعات الذروة الصباحية والمسائية، مما جعل توسعته ضرورة حتمية ضمن خطة شاملة لمعالجة تحديات النقل الحضري.

أسباب الازدحام ودوافع توسعة الجسر

وفقا لإحدى الدراسات الميدانية، يقدر أن سكان مدينة الرياض يهدرون نحو 9 ملايين ساعة يوميا في الطرقات نتيجة للازدحام المروري، وهو رقم ضخم يعكس الأثر العميق لهذه الظاهرة على جودة الحياة والإنتاجية اليومية للأفراد والمؤسسات.

انعكاسات مرورية واقتصادية واجتماعية

لا يقتصر أثر الازدحام على التأخير فقط، بل يمتد ليشمل تعطيل الفعاليات الترفيهية، والحد من حركة السياحة الداخلية، فضلا عن التأثير السلبي على الصحة النفسية للسكان نتيجة الضغوط اليومية المرتبطة بالتنقل الطويل والبطيء.

تصميم هندسي متطور يراعي البيئة الطبيعية

يعد الجسر المعلق في الرياض من المعالم الهندسية الفريدة في المملكة، حيث تم تصميمه وفقا لأعلى المعايير الدولية، مع مراعاة الطبيعة الجغرافية لمنطقة وادي لبن، التي يمر فوقها الجسر دون المساس بالمعالم البيئية أو الخدمات الطبيعية في المنطقة.

أبعاد ومواصفات هندسية دقيقة

  • الطول الكلي: 763 متر
  • العرض الكلي: 35 متر، موزعة على مسارين يفصل بينهما جزيرة وسطية بعرض 5.4 أمتار
  • عدد الفتحات: ثلاث (179 - 405 - 179 متر)
  • عمق الكمرة الصندوقية: 5 أمتار
  • ارتفاع الأعمدة: العمود الشمالي 72.5 متر، والجنوبي 80.5 متر
  • ارتفاع البرج المركزي: 90 متر

تحليل إنشائي متكامل لتحمل الظروف القاسية

تم إخضاع الجسر لدراسات تحليلية متقدمة شملت الأحمال الثابتة والمتحركة، وأحمال الرياح والزلازل، واعتمد التصميم على مقاومة سرعة رياح تصل إلى 33 متر في الثانية، وهي السرعة المتوقعة خلال فترة خمسين عام.

كما تم تحليل مقاومة المنشأ للزلازل وفقا لمعامل تسارع الجاذبية (0.0005 ج)، باستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد عالية الدقة لمحاكاة الاستجابة الديناميكية للمنشأ.

رؤية استراتيجية لتطوير البنية التحتية

يأتي مشروع توسعة الجسر المعلق كجزء من سلسلة مشاريع كبرى تتماشى مع رؤية السعودية 2030، التي تسعى لتحويل العاصمة إلى واحدة من أكثر المدن تنافسية واستدامة عالميا.

وتركز هذه الرؤية على تعزيز جودة الحياة، ودعم حركة التنقل الذكي، وتحسين كفاءة شبكة الطرق العامة.

دمج الحلول المرورية مع الأبعاد التنموية

تولي الهيئة الملكية أهمية كبيرة لتكامل المشاريع المرورية مع باقي القطاعات التنموية، بما في ذلك الإسكان، والصحة، والتعليم، والترفيه.

ويتوقع أن يسهم توسعة الجسر المعلق في تقليل أوقات التنقل، وزيادة الاعتماد على المسارات السريعة، وتخفيف الضغط على المحاور المجاورة.

مشروع مفصلي لعاصمة المستقبل

إن مشروع توسعة الجسر المعلق ليس مجرد توسعة بنية تحتية، بل هو خطوة استراتيجية نحو بناء مدينة حديثة تتعامل مع تحدياتها بروح الابتكار والتخطيط المستقبلي.

فمن خلال هذا المشروع، تثبت الهيئة الملكية في الرياض التزامها الراسخ بتحقيق بيئة حضرية متقدمة ومريحة لسكانها وزوارها على حد سواء، مما يرسخ مكانة العاصمة السعودية كمدينة عالمية في قلب المنطقة.