رسمياً: دخول السعودية في حالة مناخية جديدة من اليوم تسبب انقلاب كبير في توقيت الليل والنهار في شهر رمضان

أعلن أستاذ المناخ الدكتور عبدالله المسند عن بدء موسم العقرب الثانية غدًا، وهو جزء من سلسلة مواسم العقارب الثلاثة التي تتميز بتقلبات جوية حادة وتغيرات ملموسة في درجات الحرارة. وأوضح المسند أن هذه الفترة تتميز بتداخل الهواء البارد والدافئ، مما يجعل الطقس غير مستقر، حيث يمكن أن نشهد أجواء دافئة في النهار، يعقبها انخفاض حاد في درجات الحرارة ليلاً.

دخول السعودية في حالة مناخية جديدة من اليوم تسبب انقلاب كبير في توقيت الليل والنهار 

كما كشف عن تفاصيل دقيقة تتعلق بطول فترتي الليل والنهار خلال هذه المرحلة من العام، مشير إلى أن الليل لا يزال يحتفظ بتفوقه الزمني مقارنة بالنهار، لكن الفارق بينهما بدأ يتناقص تدريجي مع اقترابنا من الاعتدال الربيعي.

العقرب الثانية: موسم يحمل طقسًا متقلبًا بين الدفء والبرودة

بحسب الدكتور المسند، فإن موسم العقرب الثانية هو الفترة التي تبدأ بعد انتهاء العقرب الأولى، وتعرف لدى المزارعين والمهتمين بعلم المناخ بأنها فترة "عقرب الدم"، حيث تكون درجات الحرارة أكثر اعتدال مقارنة بالعقرب الأولى، لكنها تظل غير مستقرة بشكل كبير، ومن أبرز سمات هذا الموسم:

• تقلبات سريعة في درجات الحرارة، حيث يكون النهار معتدل نسبيًا، بينما تنخفض درجات الحرارة بشكل واضح خلال الليل.
• استمرار الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار، والتي قد تؤثر على مدى الرؤية الأفقية في بعض المناطق، خاصة في المناطق الصحراوية والمفتوحة.
• فرص هطول الأمطار لا تزال قائمة، حيث أن هذه الفترة تمثل تقريبًا منتصف الموسم المطري، مما يعني أن المملكة قد تشهد المزيد من الأمطار قبل أن يبدأ موسم الجفاف.
• الطقس يميل إلى الاعتدال نهارا والبرودة ليلاً، وهو ما يجعل الاستعداد لمثل هذه التغيرات أمر ضروري، خاصة عند الخروج في أوقات متأخرة أو في الصباح الباكر.

نصف الموسم المطري قد مضى.. وما تبقى قد يشهد أمطارًا متفرقة

أوضح الدكتور المسند أن اليوم 22 فبراير يمثل نقطة منتصف الموسم المطري في المملكة، حيث مضى النصف الأول من الموسم، ولم يتبقي سوى النصف الثاني، والذي لا يزال يحمل معه فرص لهطول الأمطار في بعض المناطق، خاصة تلك التي اعتادت على استقبال الأمطار في هذا الوقت من العام.

وتعتبر هذه المعلومات ذات أهمية كبيرة للمهتمين بالطقس والزراعة، حيث تساعدهم على التخطيط لموسم الزراعة ومراقبة التغيرات المناخية التي قد تؤثر على المحاصيل الزراعية والموارد المائية.

طول الليل والنهار في هذه الفترة: الليل لا يزال أطول لكن الفارق يتقلص تدريجيًا

كشف الدكتور المسند عن تفاصيل دقيقة تتعلق بتوزيع فترات الليل والنهار خلال هذه الفترة من العام، حيث أوضح أن الليل لا يزال أطول من النهار، لكن الفارق بينهما بدأ يقل تدريجيًا مع اقتراب موعد الاعتدال الربيعي في مارس، والذي يمثل نقطة التساوي بين الليل والنهار، وبحسب بياناته، فإن التوزيع الحالي للزمن هو كالتالي:

• مدة الليل تبلغ حوالي 12 ساعة و32 دقيقة، مما يعني أنه لا يزال يحتفظ بالأطولية مقارنة بالنهار.
• مدة النهار تبلغ حوالي 11 ساعة و28 دقيقة، وهو ما يشير إلى أن الشمس بدأت تأخذ وقتًا أطول في البقاء فوق الأفق، استعدادًا لفصل الربيع.

اقتراب الاعتدال الربيعي وبداية التحولات المناخية التدريجية

مع دخول العقرب الثانية، تقترب المملكة العربية السعودية تدريجيًا من الاعتدال الربيعي الذي يحدث في نهاية مارس، حيث يتساوى طول الليل والنهار قبل أن تبدأ ساعات النهار بالتفوق تدريجيًا، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة تدريجيًا.

وتعد هذه الفترة انتقالية مهمة، حيث تشهد تقلبات جوية كبيرة يمكن أن تتخللها موجات باردة مفاجئة، قبل أن تستقر الأجواء مع دخول فصل الربيع بشكل رسمي.

توصيات مهمة لمواجهة التقلبات الجوية في موسم العقرب الثانية

نظرًا للتغيرات الحادة التي تصاحب موسم العقرب الثانية، ينصح الخبراء والمختصون بعدة إجراءات لتجنب التأثر السلبي بهذه التقلبات، ومن أبرزها:

• ارتداء ملابس مناسبة تتوافق مع تقلبات الطقس، حيث يكون النهار لطيفًا أو دافئًا، لكن البرودة تعود خلال الليل، مما يستدعي حمل ملابس إضافية عند الخروج مساءً.
• متابعة نشرات الأرصاد الجوية بشكل مستمر، حيث من المتوقع أن تشهد بعض المناطق هطولات مطرية أو نشاطًا في الرياح المثيرة للأتربة.
• القيادة بحذر، خاصة في الأماكن التي قد تتأثر بالرياح النشطة أو الغبار، مما قد يؤثر على مستوى الرؤية.
• الحذر من الإصابة بنزلات البرد، حيث تؤدي التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة إلى زيادة فرص الإصابة بالأمراض الموسمية، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.

ماذا بعد العقرب الثانية؟

بعد انتهاء العقرب الثانية، يأتي موسم العقرب الثالثة، والذي يعرف باسم "عقرب الدسم"، وهو الفترة التي تبدأ فيها الحرارة بالارتفاع التدريجي، إيذان بانتهاء فصل الشتاء وبداية موسم الربيع.

لكن حتى ذلك الحين، تبقى التقلبات الجوية مستمرة، مما يتطلب الحذر والاستعداد الدائم لأي تغيرات مفاجئة.