أخر موعد يجوز فيه للمضحي حلاقة شعر رأسه قبل بداية الاحرام

أخر موعد يجوز فيه للمضحي حلاقة شعر رأسه
  • آخر تحديث

مع اقتراب حلول شهر ذي الحجة، تبدأ الاستعدادات الروحية لاستقبال الأيام العشر الفضيلة، ومن بين الأحكام المتعلقة بهذه المناسبة المباركة ما يرتبط بالمضحي، وهو الشخص الذي يعتزم تقديم أضحية في عيد الأضحى.

أخر موعد يجوز فيه للمضحي حلاقة شعر رأسه

ويعد الامتناع عن قص الشعر والأظافر من السنن التي حث عليها النبي محمد ﷺ للمضحي، وهي من السنن المؤكدة التي تدل على تعظيم شعائر الله والتقرب إليه.

التوقيت المحدد للتوقف عن الحلاقة للمضحي في عام 2025

يبدأ وقت التوقف عن قص الشعر والأظافر للمُضحي بمجرد ثبوت دخول شهر ذي الحجة، أي بعد رؤية الهلال مساء اليوم الأخير من شهر ذي القعدة.

وبناء عليه، يكون آخر موعد للحلاقة أو تقليم الأظافر للمضحي هو قبل غروب شمس اليوم الثلاثين من ذي القعدة لعام 1445 هجري الموافق 2025 ميلادي، بحسب نتائج تحري الهلال.

فمن اللحظة التي يعلن فيها عن بداية شهر ذي الحجة، يستحب لمن نوى الأضحية أن يمتنع عن إزالة شيء من شعره أو أظافره أو بشرته، سواء بالقص أو الحلق أو غيره، حتى يتم نحر أضحيته في يوم العيد، تأسيا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

الدليل النبوي

استمد هذا الحكم من حديث أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، حيث قالت: "قال رسول الله ﷺ: إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره وبشره شيئا." رواه مسلم.

ويفهم من هذا الحديث أن الإمساك عن أخذ شيء من الشعر أو الأظافر هو لمن نوى الأضحية فقط، وليس لعموم المسلمين، ويبدأ هذا الإمساك من ليلة الأول من ذي الحجة حتى نهاية نحر الأضحية.

هل يمتد حكم الامتناع لأهل المضحي؟

من المهم التوضيح أن هذا الحكم خاص بصاحب الأضحية نفسه، أي من يقدم الأضحية تقربا إلى الله، سواء كانت باسمه أو عن أسرته، أما أفراد أسرته أو أهل بيته، فلا يلزمون بالامتناع عن الحلاقة أو تقليم الأظافر.

وقد اختلف العلماء في هذا الأمر، وذهب جمهور الفقهاء إلى أن الامتناع لا يشمل أهل المضحي، بل يقتصر على المضحي وحده، أما الأخذ من الشعر والأظافر لبقية أفراد الأسرة فليس فيه حرج.

الحكمة العميقة من الامتناع عن قص الشعر والأظافر

لا تأتي أحكام الشريعة الإسلامية إلا لحكمة بالغة، وفي هذا التوجيه النبوي دلالة عميقة على الرغبة في التقرب من الله وتشبه المُضحي بالمحرم من الحجاج، الذين يمتنعون عن إزالة شيء من شعورهم أو أظافرهم أثناء الإحرام.

والهدف من ذلك هو إشعار المضحي بعظمة هذه الشعيرة، وإدخاله في أجواء إيمانية وروحانية، وكأنه يعيش لحظات الإحرام، رغم أنه ليس حاج.

ففي الامتناع عن الزينة نوع من الخضوع والطاعة لله وتعظيم لشعائر الدين، مما يضفي على الأضحية روح خالصة لله وحده.

ماذا لو حلق المضحي شعره أو قص أظافره ناسيا؟

في حال خالف المضحي هذه السنة ناسي أو بغير قصد، فلا حرج عليه، وتبقى أضحيته صحيحة تماما، ولا يطلب منه فدية أو كفارة.

وقد أجمع أهل العلم أن هذا الإمساك عن الحلاقة مستحب وليس واجب، والمراد به تعظيم لشعيرة الأضحية وليس شرط لصحتها.

ويكره للمضحي أن يتعمد أخذ شيء من شعره أو أظافره بعد دخول الشهر، ولكن إذا وقع ذلك نسيان أو جهل أو عن غير عمد، فلا إثم عليه.

عيش الأجواء الإيمانية من خلال الشعائر

إن الامتناع عن قص الشعر والأظافر يعد خطوة رمزية بسيطة لكنها تضفي على أيام ذي الحجة بعد روحاني خاص، حيث يعيش المضحي حالة من الطهارة الظاهرة والباطنة، ويستشعر القرب من الله تعالى من خلال التزامه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

وبذلك تكون هذه السنة وسيلة لتهذيب النفس وتربية الروح على الصبر والطاعة، إلى جانب أجر الأضحية ذاته، مما يضاعف الثواب ويجعل من أيام ذي الحجة أيام مميزة من كل النواحي.

تنبيه واستعداد مبكر

في ضوء هذه الأحكام، ينصح كل من ينوي تقديم الأضحية هذا العام 2025 أن يستعد مسبقا، ويتم حلاقته أو تقليم أظافره قبل نهاية شهر ذي القعدة، كي يبدأ شهر ذي الحجة وهو على استعداد للامتثال لهذه السنّة الجليلة.

فالتضحية ليست فقط في الذبح، بل في النية والإخلاص والاتباع، وتطبيق هذه السنن يربطنا بسيرة النبي ويعزز روح الامتثال في حياتنا اليومية.