القصة الكاملة لحميدان التركي وسبب اعتقاله في أميركا لمدة 19 عاماً

القصة الكاملة لحميدان التركي وسبب اعتقاله في أميركا
  • آخر تحديث

في تطور قانوني حظي بمتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة، أعلنت محكمة أمريكية خلال الأيام الماضية قرارها بالإفراج عن المواطن السعودي حميدان التركي، الذي أمضى ما يزيد عن 19 عام خلف القضبان في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد مراجعات قانونية دامت ثلاثة أيام كاملة أعادت خلالها المحكمة النظر في الحكم الصادر بحقه، ليتم إبطال العقوبات السابقة وتخفيف التهم المنسوبة إليه.

القصة الكاملة لحميدان التركي وسبب اعتقاله في أميركا 

ويشكل هذا القرار تحول كبير في واحدة من أكثر القضايا التي أثارت الجدل داخل الأوساط القانونية والحقوقية، سواء في الولايات المتحدة أو في المملكة العربية السعودية، حيث مثل التركي رمز لمعركة قانونية طويلة ومعقدة.

تفاصيل جلسات المداولات

وبحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى صحيفة "الإخبارية"، فإن المحكمة الأمريكية المختصة عقدت سلسلة من الجلسات المكثفة على مدار ثلاثة أيام متتالية، جرى خلالها إعادة النظر في الأدلة والشهادات وظروف المحاكمة التي أجريت قبل نحو عقدين.

وقد لعبت هيئة الدفاع عن التركي دور محوري في هذه المراجعة القضائية، حيث قدمت سلسلة من الطعون القانونية، شملت اعتراضات على الإجراءات السابقة، وشكوك في مصداقية بعض الأدلة التي بنيت عليها التهم.

وقد تفاعلت المحكمة مع هذه الطعون بشكل إيجابي، ما أفضى في نهاية المطاف إلى اتخاذ القرار بالإفراج.

إجراءات ما بعد الحكم

عقب صدور الحكم بالإفراج، تم نقل حميدان التركي إلى سجن الهجرة، في إجراء قانوني روتيني تتبعه السلطات الأمريكية لتقييم الوضع القانوني للمفرج عنهم غير المواطنين، وتحديد الترتيبات اللازمة لترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية.

ووفقا لتقارير مقربة من الملف، يتوقع أن يرحل حميدان التركي إلى المملكة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في خطوة تمهد لعودته إلى أسرته بعد غياب قارب العقدين، عانى فيه من العزلة والبعد عن وطنه وأحبائه.

استعدادات العودة

الشارع السعودي يتأهب لاستقبال حميدان التركي في حدث يتجاوز أبعاده الشخصية، ليأخذ طابع وطني وإنساني، حيث تحولت قضيته خلال السنوات الماضية إلى رمز للنضال القانوني، ومثار لتعاطف واسع من قبل فئات متعددة داخل المملكة.

وتوقعت المصادر أن يحظى التركي بـاستقبال شعبي ورسمي واسع عند عودته، خاصة في ظل الدعم المتواصل الذي قدمته السلطات السعودية ومختلف المؤسسات الحقوقية لمتابعة قضيته في المحافل القضائية والدبلوماسية الدولية.

قضية شائكة شغلت الرأي العام

بدأت قضية حميدان التركي حينما أدانته محكمة أمريكية قبل سنوات بتهم تتعلق بسوء معاملة موظفة منزلية كانت تعمل لديه.

ومنذ صدور الحكم، بدأت سلسلة من الاعتراضات والمناشدات القانونية والحقوقية، لا سيما أن ملابسات القضية شابها الكثير من الشكوك والإشكالات، سواء على مستوى الأدلة المقدمة أو سير إجراءات المحاكمة.

وهو ما دفع عدد من المنظمات الحقوقية، إلى جانب مسؤولين سعوديين ومحامين دوليين، للمطالبة بمراجعة الحكم وإعادة المحاكمة، مؤكدين أن ما تعرض له التركي لا يتوافق مع مبادئ العدالة القانونية المتعارف عليها.

صدى واسع ودعم مستمر

خلال سنوات سجنه، لم تنقطع المتابعة الرسمية والدبلوماسية من قبل المملكة لقضية مواطنها، حيث استمرت الجهود على مستويات متعددة، بدء من السفارات، مرورا بالمحامين الدوليين، ووصول إلى الخطاب الحقوقي الموجه إلى السلطات الأمريكية.

وقد عبر العديد من المواطنين السعوديين عن تضامنهم المتواصل مع قضية التركي، عبر حملات شعبية وإعلامية، ركزت على مطالبة السلطات الأمريكية بإعادة النظر في القضية، مما عزز الزخم العام الذي ساهم في الضغط القانوني والسياسي نحو إعادة المحاكمة.

قضية حميدان التركي

تحولت قضية حميدان التركي على مدى السنوات الماضية من ملف جنائي تقليدي إلى قضية دبلوماسية حساسة بين السعودية والولايات المتحدة، وشهدت تفاعلات معقدة على مختلف الأصعدة.

كما أن طول أمد القضية ألقى بظلاله على الجانبين الحقوقي والإعلامي، وسط دعوات متكررة لتعديل قوانين الهجرة والتعامل القضائي في الولايات المتحدة.

وينظر إلى الإفراج عنه اليوم كخطوة مهمة في تصحيح مسار تعامل السلطات القضائية الأمريكية مع قضايا مشابهة، خصوصا عندما تثار تساؤلات حول عدالة الإجراءات وشفافية التحقيقات.

نهاية فصل وبداية حياة

بعد تسعة عشر عام من الحبس والغربة، يقف حميدان التركي اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من حياته، يتطلع فيها إلى استعادة حياته الطبيعية ولم شمل أسرته، التي وقفت إلى جانبه في كل مراحل المحنة.

إن عودته المرتقبة إلى المملكة ليست مجرد عودة جسدية إلى أرض الوطن، بل هي رمز لانتصار الأمل على اليأس، والانتصار القانوني على الشكوك، والعزيمة على الغربة الطويلة.